قصة شاب وقع في الابتزاز الإلكتروني


قصة شاب وقع في الابتزاز الإلكتروني 





لأول مرة أراه مُرتبِكًا في الحديث، استدعاني ليحكي لي “سالفة”، بعيدًا عن آذان الآخرين. قال بأنها حصلت لـ “حد من الربع”، وعندما سمع نصيحتي اطمأن واعترف بأنه “هو صاحب الحكاية”.
،
،
الحكاية كما رواها لي تبدأ بعد الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل، مشهدها الأول محادثة عبر “الانستجرام” مع معرّف مجهول باسم فتاة، رسالة تلو الأخرى، حتى الوصول إلى كلمات الحب والغرام، وكأن الليل جمع “عاشقين” بالصدفة.
،
،
طلبت العاشقة المجهولة من “الربيع” أن يتجه إلى برنامج “الإيمو” “والواتساب” حيث التواصل الحروفي لا يكفيها، وإنما تتطلع إلى الصوت والصورة. وبتدبير “إبليس” و”النفس الأمّارة بالسوء” نفّذ ما طلبته منه، رغم أن الرقم يبدأ بفتح الخط (971) وهو من خارج السلطنة بالتأكيد.
،
،
رأى بأمّ عينيه فتاة تُحادِثُه، وتتغزل به، وما هي إلا لحظات حتى أزاحت له عن كلّ ما “حُرِّم” عليه رؤيته، فصدّق قلبه قبل عقله، وجرّه الشيطان إلى أبعد من “مجرّد النظر”، إلى “التطبيق” الذي أوقعه في “المحظور” بالصوت والصورة.
،
،
إلى هنا و”الربيع” لم يكتشف بعد بأن الفخ “نُصِب” له، فالعاشقة المجهولة اختفت لدقائق ثم عادت بالمفاجأة عبر “الواتساب”. تغيّر الصوت من “الليونة” إلى “الخشونة” ومن “الكلام الطيب” إلى “السب والتهديد”.
،
،
التي كانت “هي” أصبحت “هو”، والسلاح الذي يهدد به هو “رابط إلكتروني” فيه فضيحة “الربيع”. والمطلوب هو “التفاهم” مصحوبٌ بكلمات “سب وانتقاص”، وإلا…!!!
،
،
ما بعد إلا هو ما جعل “الربيع” يعيش دوامة من الخوف، أوصله إلى التفكير بالانتحار، فماذا لو وصل المقطع إلى زوجته، أولاده، أهله، أصدقائه؟؟
،
،
سألته: هل نفّذت ما طلبه منك؟ فأجاب بالنفي، فالقصة لم تُكمِل منذ حدوثها سوى ساعات محدودة. فنصحته بالتواصل مع مكافحة الجرائم الاقتصادية (الابتزاز و الاحتيال الإلكتروني) على رقم 24569710 أو الاتصال على رقم الخط الساخن 80077444.
،
،
كان مترددًا في التواصل معهم خوفًا من “استدعائه”، أكدت له بأن “سرّه سيكون في بئر”، وأنهم سيوجهونه إلى الطريقة الصحيحة للتعامل مع الشخص الذي هدده.
،
،
اختفى عني لساعة تقريبًا، ثم جاء وتعلو على محياه البسمة، قال بأنهم نصحوه بحذف أصدقائه من حسابه، ثم حذف الحساب، وحظر رقم الشخص الذي هدده، وكذلك الدخول على رابط الفيديو والإبلاغ عنه بأنه “محتوى مسيء” أكثر من مرة. فعل ما نصحوه به لكنّ “يده لا تزال على قلبه” خوفًا من تنفيذ التهديد ووقوع “الفضيحة”.
  1. التدوينة التالية
  2. التدوينة السابقة
    تعليقات الموقع
    تعليقات فيسبوك
جارى التحميل ...